لم أتوقع في يوم من الأيام أن أفقد بناتي (حصة وعالية) بعد ولادتهم بخمسة أيام، (وخصوصا أني ولدتهم في الشهر الثامن وكان وزنهم ١.٥ يعني مؤشرات إيجابية لولادة أطفال خدج) كانت هذه من أصعب لحظات حياتي وصدمة كبيرة بالنسبة لي ولعائلتي أيضا كأن الحياة قد توقفت. لا توجد كلمة إلى الآن تشرح ما شعرت به بداخلي من الحزن والألم والصعوبة التي مريت فيها.
أتذكر هذه اللحظة عند وفاة ابنتي عالية وكيف كان زوجي العزيز خائف يعلمني الخبر، دخل علي الغرفة في المستشفى، وكان في هدوء ساكن، وبعدها أخبرني الخبر ومن الصدمة لم أقل إلا الحمد لله على كل حال عالية حبيبتي رحلت ولكن الحمدلله عندي حصة.
ولكن بعد أيام ذهبت للمنزل (رخصة من المستشفى) بعد الولادة وكانت حصة لاتزال في العناية المركزة للأطفال، وفي يوم من الأيام اتى الليل وفي هذه الليلة كنت لا أستطيع النوم، تلقيت اتصالا من المستشفى الساعة الواحدة فجرا، طلبوا منى الحضور حالا إلى المستشفى.
على الفور جاني الإحساس إحساس الأم أن ابنتي حصة قد توفيت،
وصلت إلى المستشفى ثم إلى وحدة العناية القصوى للأطفال الخدج ودخلت إلى غرفة ابنتي حصة في المستشفى وكان جهاز القلب خط لا يوجد فيه نبضات قلب …. وسألت الدكتورة؟ هل ابنتي ماتت ام ما زالت على قيد الحياة؟
لم يقوموا بالرد على وعند ذلك علمت أنها ماتت.
بكيت كثيرا صدمة لا يمكنني ان اوصفها، ابنتي حصة متوفية أمام عيني وانا أعلن موتها، ضميتها ضمة قوية والجميع في الغرفة كان يبكي وعلمت انه كان مشهد جدا مؤلم للجميع
والحمد لله رب العالمين أنزل على قلبي الإيمان والنور والراحة والسكينة والمحبة ووصلت لمرحلة إني متقبلة ومتصالحة مع ما حدث ولا أشعر أي شعور سلبي وفرحانة أنه لدي طيرين فالجنة
وكل ذلك لأني وكلت أمري لله كل شي يحدث أمر من رب العالمين لسبب ومن ثم عشت الحزن وعشت الألم وعشت جميع هذه المشاعر الحزينة ولم أقاومها أو أكابر أو أنكرها، عشتها بكيت، وقمت بعزل نفسي، وعشت الأحاسيس كلها وبعد ذلك أحسست في يوم من الأيام أنه قد حان وقت تقبل الموضوع وكل شيء في هذه الحياة يحدث لسبب ما.
ولأن كل تجربة تعلمنا وتأثر فينا خرجت من هذه التجربة بأربعة دروس وهما:
- عمر البنات كان مكتوب، ٥ أيام ولا توجد قوة في العالم تستطيع تغيير ذلك: لو قمت بفعل كل شيء أو حاولت بأي شيء، أطفالي كان عمرهم ٥ أيام فقط، وهذا قدر الله فيجب أن أوكل أمري إلى الله سواء تقبلت الموضوع أو لم أتقبله كان هذا عمرهم.
- الإيمان بقضاء الله وقدره: رب العالمين يختبر إيمان عبده في مواقف مختلفة، والإيمان بقضاء الله وقدره هو ركن من أركان الإيمان ولذلك إذا كنت مسلم فيجب عليك أن تؤمن بقضاء الله وقدره، لأنه ركن من أركان الإيمان.
- الموت ليس نهاية الحياة: الموت سنة الحياة وجزء منها ونتقبله كفكرة تقوم عليها الحياة، لأن الموت ليس النهاية، بل هو انتقال من دار إلى دار أخرى ونحن جميعاً سوف نلتقي في الدار الأخرى ولذلك ندعو إلى الميت (اللهم أبدله داراً خيراً من داره، واهلاً خيراً من أهله).
- نعيش الإحساس أو الشعور كله ولا نقاومه: في أي موقف يحدث سواء كان يدعو إلى الحزن أو الفرح يجب أن نعيش تفاصيل هذا الشعور، لأنه إذا لم نعيش تفاصيل هذا الشعور سوف يؤثر فينا بالسلب وممكن يسبب لنا صدمات نفسية في المستقبل.
هذه تجربتي مع فقدان بناتي التوأم عالية وحصة أحببت أن أشارككم إياها، لأنها ربما ستلهمكم في يوم من الأيام، أي شخص ممكن يمر بهذه التجارب المختلفة في الحياة، وهذه التجارب كلها دروس وعبر، قووا إيمانكم ووكلوا أمركم لله.، واستعدوا للامتحانات بتقوية ايمننا لله، والتوكل عليه والإيمان بقضاء الله وقدره.حفظكم الله جميعا وأتمنى لكم ولعائلتك الجميلة السعادة والتوفيق
جميع الحقوق محفوظة